روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | إختراع السيّارة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > إختراع السيّارة


  إختراع السيّارة
     عدد مرات المشاهدة: 2943        عدد مرات الإرسال: 0

عمل منطقيّ تقوم به كلّ امرأة حصيفة، عندما تقف بجوار زوجها معاونة إياه بالكلمة الطيّبة، والإبتسامة المشجّعة، وتدفعه دفعاً متواصلاً نحو أهدافه المنشودة، فأيّ نجاح يحقّقه ليس له وحده، وأنّما هي شريك معه فيه..

ولا أدلّ على ذلك من الواقع الحيّ الذي يروي لنا قصّة ميكانيكيّ شابّ، إستخدمته شركة الإضاءة الكهربائيّة في ديترويت، وكانت تنقده أحد عشر دولاراً في الأسبوع لقاء عشر ساعات من العمل المتواصل كلّ يوم..

وكان هذا الشاب إذ يعود إلى بيته مساء، يقضي نصف الليل في حظيرة خلف منزله عاكفاً على محاولة صنع نوع جديد من المحرّكات..

ولكن كان والده، الفلاح الكهل، يرى أنّ هذا الذي يفعله إبنه مستغرقاً فيه شطراً كبيراً من الليل إنّما هو ضرب من العبث!!

بل لقد كان هذا هو رأي الجيران وأهل الحيّ أيضا، فكانوا يسخرون منه، ويهزؤون به، ولم يتصوّر أحد منهم أنّ ما يفعله هذا الشاب قد يسفر عن شيء ذي بال..

سخر الجميع منه، وضحكوا عليه، إلا زوجته، فقد كانت تقضي معه طيلة الوقت في الحظيرة، تشدّ أزره، وتلهب من حماسه، وعندما يحلّ فصل الشتاء كانت تحمل له في يدها مصباح الغاز لتضيء له، بينما أسنانها تصطكّ، ويداها تسري فيهما الزرقة من شدّة البرد، ولكنها كانت عامرة القلب بالإيمان بالنجاح، واثقة أنّ ما يفعله زوجها سينتهي إلى شيء رائع فريد، لقد كان زوجها يطلق عليها -المؤمنة- وإستمرّت معه على هذا الحال سنوات ثلاث..

وفي سنة 1893 أشرف العمل على نهايته، وكان الشابّ يومئذ قد قارب الثلاثين من عمره، وفي يوم من أيام السنة تناهى إلى سمع الجيران صوتاً غريباً لم يألفوه من قبل، فهرعوا إلى نوافذهم فرأوا عجباً -رأوا الشاب الذي هزؤوا منه هنري فورد وزوجته يركبان عربة تجري بلا خيول، وشاهدوا بأعينهم المحملقة المذهولة تلك العربة العجيبة تصل الى نهاية الشارع ثم تعود..

ويومئذ شهد العالم الحديث مولد إختراع جديد كان له أبلغ الأثر في تطوّر المدنية، وإذا كان هنري فورد هو أبو الاختراع، فقد إستحقّت زوجته المثاليّة عن جدارة أن تكون أمّ هذا الإختراع..

وقد سُئل هنري فورد بعد أكثر من أربعين عاماً من تاريخ إختراعه: ماذا ينشد أن يكون لو عاش على الأرض مرّة أخرى؟

أتدري أيّها القارئ بماذا أجاب؟

أجاب بقوله: لا يهمّني ماذا أكون، بقدر ما يهمّني أن تكون زوجتي بجانبي في هذه الحياة الثانية.

محمد الخشت / فنّ العلاقات الزوجيّة.

الكاتب: العنود الزمام.

المصدر: موقع رسالة المرأة.